السلام عليكِ أختي في الله.
هذه رسالة من أخ لكِ في الله. يرجو منك أن تسمعي هذه الكلمات وتقبليها، فوالله ما دفعني إلى كتابتها إلا خوفي عليكِ ورجاء رضا الله عنكِ.
أختي في الله.. لقد سن الله عز وجل وشرع للأمة قوانينها التي تحكمها وأنزلها في كتابه المبين, وفي إطاعتنا لهذه التشريعات فوز لنا, ونصر لأمتنا, ونيل رحمة الله ورضاه وغفرانه, فنحن لسنا سوى مخلوقات تعبد الله ولهذا خلقنا. قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات: 56] .
و قد شرع لكِ الله سبحانه وتعالى منهجاً تسيرين عليه في حياتك الدنيا كي تفوزي الفوز العظيم، و أمركِ بالحجاب و فرضه عليكِ أنتِ الفقيرة إلى رحمته ورضوانه. قال تعالى: {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [سورة الأحزاب: 71].
فكان فرض الحجاب بيناً في كتابه الكريم، فقال سبحانه: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [سورة النــور: 31] . وهو تشريع من رب العزة ذو الجلال والإكرام، القائل سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [سورة الأحزاب: 36].
أختي في الله. سؤال أوجهه إليك ولا أنتظر سماع الجواب منك، و لكن أجيبي نفسك عليه:
هل تستشعرين رضا الله عنك ؟!
و لا تتسرعي في الإجابة أختي، فإننا ننال رضا الله بطاعة أوامره وتجنب نواهيه، فهل فعلتِ ما أمرك الله به في الآيات التي ذكرتُها سابقاً؟
أختي في الله أستحلفك أن تقفي مع نفسك وقفة تسأليها: (يا نفسُ لِمَ التبرج؟!) وأجيبي نفسك أختي.. لماذا ؟
ماذا تبغين في هذه الحياة الفانية؟
تصوري نفسك يوم القيامة وأنتِ واقفة بين يدي الله عز وجل، ووضع الميزان، فكري أختاه هل سيوضع تبرجك في كفة حسناتك أم سيئاتك ؟ لا سبيل آخر إما حسنات أو سيئات… فيا من قصرت فى حجابك ،ودفنتى حياءك ، ياتاركة للصلاه ، ياعاقه لوالديك
إن الحجاب أمر من الله إلينا جميعا بدأ به من هن أشرف وأطهر وأعف وأحصن فهل تطيعين الله {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} النساء (69)
أم ترغبين في مخالفة أمره {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} النور (63) إن فعلت ذلك فقد تعديت حدوده {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} الطلاق (1) .
إن المتبرجات السافرات “لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها” ألا يكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيهن “العنوهن فإنهن ملعونات ..” إنني لا أظن ذلك من شيمك فأنت المسلمة المتوضئة التي يسري في قلبها حب الله وتخفق روحها خوفا منه .. ترجو جنته وتخاف عذابه.
أختي في الله.. حاسبي نفسك الآن و انظري ما هو الصحيح وما هو الخطأ، و تعرفي على الحق وضعيه نصب عينيكِ، و إني لأسأل الله أن لا تكوني من الذين قيل فيهم: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} [ سورة القيامة: 20-21] . و إني لأعوذ بالرحمن أن تقعي تحت طائلة الحديث الشريف الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صنفان من أهل النار لم أرهما ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤؤسهن كأسنمة البخت المائلة, لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها, وإن ريحها ليوجد مسيرة كذا وكذا” [رواه مسلم] .
أختي في الله . التبرج، هو معصية لله ورسوله، وقد يكون سبباً في حرمان المرأة من الجنة، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى.” قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟. قال: “من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى.” والتبرج في الشرع من كبائر الذنوب.
يقول الرسول صلي الله عليه وعلي آله وسلم “لا يدخل الجنة ديوث قيل و من الديوث؟ قال صلي الله عليه وعلي آله وسلم الذي يعلم الفاحشة في أهله ويسكت .” وهل بعد التبرج فاحشة يا من لا تريد أن تحجب أهلك ؟ ألا تخاف من أن تكون ديوثا.؟ً أعوذ بالله لي ولك وللمسلمين من ذلك المصير. يجب على ولي الأمر أن يلزم أهله –زوجته وابنته- بالحجاب وإن كرهن ذلك
شروط الحجاب الشرعي
أختي في الله.. ألم يحن الوقت كي تمتثلي لأمر الله القائل عز وجل: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [سورة الحديد:16]
وبقي أن أذكرك أختاه ببعض شروط الحجاب الشرعي .. فانظري أيها ينطبق على ما تلبسين منها:
ـ أن يكون ساترًا لجميع البدن.
ـ غير محدد لمعالمه.
ـ فضفاضا سابغاً.
ـ ولا يكون ثوب زينة أو شهرة.
ـ ولا يكون ضيّقا ولا يشف ولا يبين ما تحته.
ـ ولا يكون معطراً.
قال تعالى : {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة النساء: 13].
فاستحلفك بالله أن لا تكوني خنجر في يد أعداء الإسلام يطعنون به شباب الأمة.