من الأعمال التي يحبها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم واجلها واشرفها وافضلها هي الصلاة واذا كنت من المحافظين على الصلاة، والمكثرين من الطاعات، فأبشر بالخير بإذن الله.
ولعل من الأعمال التي تكون سبباً في دخولنا الجنة بعد رحمة الله هي الصلاة وكذلك المحافظة على النوافل التي بعدها كما جاءت الأحاديث .
ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم من الإكثار من النوافل حيث روى أبو فاطمة رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَكْثِرْ مِنَ السُّجُودِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً ، إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَة). صححه الألباني (1204)
وأهم المزايا التي سيجنيها من أكثر من نوافل الصلاة الآتي:
أولاً : ترفعك في الجنة
إن صلاتك ركعتين، ترفعك درجات في الجنة، وتكتب لك حسنات، وتمسح عنك سيئات.
لما رواه مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيُّ ، قَالَ : لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ ، يُدْخِلُنِي اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ ؟ أَوَ قَالَ : قُلْتُ : بِأَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ ، فَسَكَتَ ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ ، فَسَكَت ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ : سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ ، رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً ، إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً . رواه مسلم (488) والترمذي (388)
ثانياً : تمسح عنك ذنوبك
إن كثرت ركوعك وسجودك، تسقط عنك سيئات كثيرة، كلما ركعت أو سجدت.
قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ العبدَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ أتى بذنوبِه كلِّها فوُضِعت على عاتقيهِ فَكلَّما رَكعَ أو سجدَ تساقطت عنه). صححه الألباني (1398)
ثالثاً : تحظى بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم
كلنا يتمنى أن يشفع له النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا والله شرف كبير، وبعمل يسير على من وفقه الله أن يداوم على النوافل والفرائض بكثرة سجوده في الصلاة وينال هذا الفضل العظيم.
جاء في الحديث كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ممَّا يقولُ للخادمِ ألكَ حاجةٌ قالَ حتَّى كانَ ذاتَ يومٍ قالَ يا رسولَ اللَّهِ حاجتي قالَ: وما حاجتُكَ قالَ حاجتي أن تشفعَ لي يومَ القيامةِ قالَ: ومن دلَّكَ على هذا قالَ: ربِّي عزَّ وجلَّ قالَ: (إمَّا لا فأعنِّي بكثرةِ السُّجودِ). رواه مسلم (489)
رابعاً : تجبر النقص في الفرائض
إذا كنت حريص على صحة صلاتك عليك بالإكثار من النوافل، لتجبر النقص في صلاة الفريضة كي ينظر في بقية عملك، وأما إذا فسدت الصلاة، فسد سائر العمل ولا ينظر فيه.
قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ: الصَّلاَةُ، قَالَ: يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وجَلَّ لِمَلاَئِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلاَةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ). رواه أبو داود (864) والترمذي (413)
خامساً : تنال بكل اثنتي عشرة ركعة بيتاً في الجنة
الجميع منا يريد أن يكون من أهل الجنة وهي غاية كل مؤمن ومؤمنة حتى يتنعم بنعيمها ويأكل من ثمارها ويستظل بظلها ويكون له بيتا خاص به في الجنة بعمل يسير أن يصلي النوافل التي بعد الصلوات. (اللهم أجلعنا من أهل الجنة يا رب العالمين).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ ، أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ). رواه مسلم (1199) والترمذي (415)
وعن أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ ، إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ). رواه مسلم (728)
سادساً : نيل محبة الله عز وجل وإجابة الدعاء
المواظبة على نوافل الصلاة دليل على محبة العبد للصلاة واشتياقه لها، وعلى المسلم أن يجتهد قدر استطاعته بالتقرب إلى الله تعالى بالإكثار من نوافل الصلاة والصيام والصدقة والذكر وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال الصالحة.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ .(رواه البخاري (6502)
اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.